غالب البنا


حباني الله عادة أظنني لست بمبتدعها ، بل (وعلى ذمة المجالس) فهي داء استشرى بين أقراني من الفضوليين .
وهذه العادة أو الهواية هي التنقل بين القنوات الفضائية بواسطة جهاز التحكم (الريموت لمن يعانون من فقه الفصحى ) ، وبينا أنا أمارس تلك الهواية (المزعجة لمن حولي الممتعة لي ) توقفت عند احدى القنوات الفضائية حديثة العهد وهي قناة متخصصة في عصر سمته التخصص حتى في الشعوذة والدجل.
تلك بشرى أزفها لمن أغفلتهم تلك القنوات العاتية لفترة ليست بالقصيرة ، أقصد تلك الفئة من الناس والتي تعاني من ضعف الوازع الديني ووهن في العقيدة وانكماش في اليقين بالله عز وجل ومن كان في قلبه مرض .
لتفاجئني تلك الحسناء الفاتنة تعرف المشاهدين (الكرام) على (الشيخ) علي وما أدراكم ما الشيخ علي !!
شاب في العشرينات ، يزين (جيده) بعقد ذهبي وبوجهه الوضيء المصقول بدأ يتلقى سيلا من الاتصالات ينهمر كزخات المطر في ليلة رعداء ، فهذا يسأل عن صحته ومستقبله المهني ، وأخرى تسأل عن النصيب وهل هناك (عريس غفلة) على الباب ، وثالثة تسأل عن جن تلبس بزوجها ليزوجه بأخرى .
والشيخ علي (حاشى لله أن يحمل هذا اللقب المبرأ أمثاله) يجيب بثقة مفتعلة على هؤلاء الموتورينممن هاموا على وجوههم في ظلمات التلبس وعالم الجن ودجى الأوهام ، يفضي لهم بمكنونات مستقبلهم الذي يراه رؤيا العين .
دهشت وارتعت لما شاهدت ، وجزعت لما ينتظر علماءنا الأفاضل (في هذا الفضاء المفتوح على مصراعيه)وهم في خضم معركة ضارية مع قنوات المجن والفجور ، لتنتظرهم معركة أشرس مع قنوات المس في عقيدة التوحيد والغيب والقدر الرباني .
أما علم هؤلاء المتصلين (الكرام) أن الله يغفر الذنوب جميعا الا أن يشرك به ، أما سمعوا قول رسولنا الأكرم الذي لا ينطق عن الهوى : ( من أتى عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ) .
أصار كل من أغواه بريق المال يقامر عبر شراكة خسيسة مع الشيطان وأزلامه من المشعوذين والدجالين ليبيع الناس الأوهام والترهات ، ويملأ جيوبه بــالـ (كنوز) وفهمكم كفاية .
0 تعليقات

إرسال تعليق

Print

Add to FacebookAdd to DiggAdd to Del.icio.usAdd to StumbleuponAdd to RedditAdd to BlinklistAdd to TwitterAdd to TechnoratiAdd to Yahoo BuzzAdd to Newsvine

بلدان زوار المدونة

free counters