وهذه العادة أو الهواية هي التنقل بين القنوات الفضائية بواسطة جهاز التحكم (الريموت لمن يعانون من فقه الفصحى ) ، وبينا أنا أمارس تلك الهواية (المزعجة لمن حولي الممتعة لي ) توقفت عند احدى القنوات الفضائية حديثة العهد وهي قناة متخصصة في عصر سمته التخصص حتى في الشعوذة والدجل.
تلك بشرى أزفها لمن أغفلتهم تلك القنوات العاتية لفترة ليست بالقصيرة ، أقصد تلك الفئة من الناس والتي تعاني من ضعف الوازع الديني ووهن في العقيدة وانكماش في اليقين بالله عز وجل ومن كان في قلبه مرض .
لتفاجئني تلك الحسناء الفاتنة تعرف المشاهدين (الكرام) على (الشيخ) علي وما أدراكم ما الشيخ علي !!
شاب في العشرينات ، يزين (جيده) بعقد ذهبي وبوجهه الوضيء المصقول بدأ يتلقى سيلا من الاتصالات ينهمر كزخات المطر في ليلة رعداء ، فهذا يسأل عن صحته ومستقبله المهني ، وأخرى تسأل عن النصيب وهل هناك (عريس غفلة) على الباب ، وثالثة تسأل عن جن تلبس بزوجها ليزوجه بأخرى .
والشيخ علي (حاشى لله أن يحمل هذا اللقب المبرأ أمثاله) يجيب بثقة مفتعلة على هؤلاء الموتورينممن هاموا على وجوههم في ظلمات التلبس وعالم الجن ودجى الأوهام ، يفضي لهم بمكنونات مستقبلهم الذي يراه رؤيا العين .
دهشت وارتعت لما شاهدت ، وجزعت لما ينتظر علماءنا الأفاضل (في هذا الفضاء المفتوح على مصراعيه)وهم في خضم معركة ضارية مع قنوات المجن والفجور ، لتنتظرهم معركة أشرس مع قنوات المس في عقيدة التوحيد والغيب والقدر الرباني .
أما علم هؤلاء المتصلين (الكرام) أن الله يغفر الذنوب جميعا الا أن يشرك به ، أما سمعوا قول رسولنا الأكرم الذي لا ينطق عن الهوى : ( من أتى عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ) .
أصار كل من أغواه بريق المال يقامر عبر شراكة خسيسة مع الشيطان وأزلامه من المشعوذين والدجالين ليبيع الناس الأوهام والترهات ، ويملأ جيوبه بــالـ (كنوز) وفهمكم كفاية .
إرسال تعليق