لم ينطق لسانه لغة الضاد ، لم يرضع العروبة ولم ينتسب لها أصلا ولا فرعا ، لم يسجد لله سجدة ، منافح شرس عن قضايا الأمة العربية والاسلامية ، يقرن القول بالعمل ، نائب بريطاني ، أطلق حملة شريان الحياة لكسر الحصار عن غزة وقادها آلاف الكيلومترات مع عدد من البرلمانيين الاتراك والاوربيين ، وصف دولة اسرائيل بالدولة الارهابية ، انه متحرر في كل شيء الا من انسانيته .
جورج غالوي أنا أحبك ، فأنت أخي في الانسانية وربما أخ لك لم تلده أمتك !!
أنت أقرب لي من آلاف من الأفاكين والأعراب الذين تسري في عروقهم دمائي ، انت اعلم عندي من كثير من العمائم الجوفاء التي أرست للعار جدارا ، ومداد كلماتك الثائرة على الظلم أشرف عندي من كل فتاوى المنبطحين من بني جلدتنا .
هل تجشمت عناء السفر والمبيت في الصحاري وعلى الطرقات ارضاء لنزواتك ـ أم هل عانيت الاذلال والقهر على يد جلاوزة أنظمة العهر لترسي لنفسك قصرا في فلسطين !!
سأعلم أولادي من هو جورج غالوي ، كما سأعلمهم من هم مشايخ الخزي والعار الذين يفتون بالقطعة حسب الطلب !!
لقد فضحتهم وجردتهم من آخر قطعة تستر عوراتهم المقززة ، وشتان ما بين صوت الحق الصادح ، ونعيق الغربان التي تسبح بحمد أسيادهم وأرباب نعمتهم صبحة وعشيا .
"الشيخ" الطنطاوي ، أو كما وصفه الجميع بال"مستر" انسلخ عن جلدته الدينية والشرعية و صار يفتي حسب الإملاءات الأجنبية بينما صار الأجنبي الشجاع الباسل يعطي دروس وفتاوى و يضرب أروع أمثلة الوفاء للدين والوطن ويتعهد بكشف الذل عن المستضعفين العرب والمسلمين اليوم وغدا ولو كره المشركون وأذيالهم .
هذا البطل الرائع أعطى درسا في التضامن والتآخي والإنسانية وتمسك بإنسانيته التي فطره الله عليها و بمبادئه القيمة الشريفة وعرى وكشف زيف الخونة المخزيين الملعونين من الله .
ان الله عز وجل يمهل ولا يهمل فهو القائل :" فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون" .
ان كنت يا جورج غلوي قد تخلّيت عن دين آبائك وأجدادك ، فطوبى لك مجدا في الدنيا وعزة في الآخرة ، وإن لم تكن قد فعلت بعد فلا أرجو من الله إلاّ أن يكتب لك حسن الخاتمة ، وتكون بذلك مصداقا لقول الله (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) .
فانه لا يفعل فعلك إلاّ رجل عاش بنخوة عربيّة ، ولا يقوم بدورك إلاّ من باع نفسه لله ،ولا يقف مواقفك الشجاعة إلاّ من كان همّه الآخرة لا الدنيا (راجع تدوينتي قبل أشهر " نور الاسلام هل يعود غريبا من الغرب ").
انك أطلت لحيتك نعم ،وعندما سُئلت عن الإسلام لم تنطق إلاّ بخير ،ولكنّك لم ترض أن تقول أعتنقته دينا تدين به الى الله أم لا .
نسأل الله رب العرش العظيم لك الهداية ، وحسن الخاتمة ،فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ،وفضل جورج غالوي على الأمّة العربيّة الإسلاميّة لا يُنكره إلاّ جاهلٌ أو متعامٍ .
جورج غالوي اني أحبك !
إرسال تعليق