نعم فقد أصبح التدوين على شبكة الانترنت ضربا من الجنون ، فقد تخرج كلمة من القلب المحروق ، تتحول الى صحيفتك الأمنية لتجعلك من المغضوب عليهم والضالين الى يوم يبعثون .
فهذا العالم المفتوح بلا حدود والذي يسمى بالتدوين ، غدت عنقه المتطاولة ، بعيدة عن مقص الرقيب ، بلا خطوط حمراء أو صفراء أو خضراء ، وتقاطعت بتدرج ألوانها كقوس قزح ، تبدأ بالألوان الباردة والتي تمثل طيف المسالمين (وأنا منهم ) ، مرورا بالألوان المركبة والتي تناقش قضايا ساخنة على صفيح هاديء ، انتهاءا بتلك الألوان النارية التي تنتقد وتستنكر وتكشف المستور بلا مهاودة ولا مواربة .
شخصيا أنا من الطيف البارد تدوينا ، ومن الطيف الناري تصفحا ، تناقض عجيب أعجب ما فيه أنني أول المتعجبين !!
ولكن بعد لحظات تأمل وجدت أن (القناعة فيما أكتب كنز لا يفنى وجسد لا يبلى) والأخيرة من عندي ، لأن الكتابة واخراج ما في كينونات النفس العاشقة بالفطرة للحرية أصبح مجازفة لا تحمد عقباها في زمن صار تعقب الكلمات مهنة عالية الدخل ، مورثة للمناصب .
فرفعت شعار لا لعفوية الكتابة ، لا للخروج على النص (برغم بدائية صنعته ، وافتقاد كاتبه الى الحرفية) ، نعم فحقوقي بذلك تبقى محفوظة لا أدبيا بل جسديا .لا تلوموني فحرية التعبير راسخة في أعماقي رسوخ الدم في عروقي ، ولكنها تجول في دائرة ضيقة قطرها لا يتعدى المتر الطولي الواحد مابين عقلي وقلبي ومركزها ضميري ، ومحيطها جسدي الذي يأبى أن يتورم .
فالى من يلومني على تدويناتي الخارجة كليا عن قضايا الأمة أقول لهم أحيلكم لقصيدة أحمد مطر ففيها الجواب على لسان أبى من جبنه أن يسكن في داخل حلقي :
قالَ ليَ الطبيب
خُذ نفساً
فكدت - من فرط اختناقي
بالأسى والقهر - أستجيب.
لكنني خشيت أن يلمحني الرقيب
وقال : ممَ تشتكي ؟
أردتُ أن أُجيب
لكنني خشيت أن يسمعني الرقيب
وعندما حيرته بصمتيَ الرهيب
وجّه ضوءاً باهراً لمقلتي
حاولَ رفع هامتي لكنني خفضتها
ولذت بالنحيب
قلت له : معذرة يا سيدي الطبيب
أودّ أن أرفعَ رأسي عالياً
لكنني أخافُ أن .. يحذفه الرقيب !
You should have portuguese translation flag in your blog. I!m from Brazil and I can tell you, portuguese speakers are in greater number than italian, french, korean and japanese all together!