قال الله تعالى في سورة الحشر (آية:14):" لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أومن وراء جدر ، بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " .
نعم فقد أقر الله بهذا وها هو الجدار الثاني الذي تفتقت عنه أدمغة المهندسين الصهاينة يشيد ولكن هذه المرة بطين عربي ، وبأياد عربية ، وبتمويل صهيوني ، وأتعهد لكم سلفا بأن جدرا أخرى قيد الدراسة على الحدود المتبقية لدولة فلسطين انفاذا لما ذكره الله تعالى في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وهدف الجدار الجديد المعلن والمسمى انجازا أمنيا حسب المصادر الرسمية المصرية هو " حماية الأمن القومي المصري " والهدف الحقيقي من وراءه والذي يعرفه القاصي والداني ، والطفل الذي لم يبلغ الحلم قبل الكبير المدرك هو المزيد من الاذلال والتجويع لهذا الشعب الصابر المرابط أولا ، وحماية أمن اسرائيل ثانيا .
فالحمد لله أولا وآخرا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وأبشروا يا شعب فلسطين فما زالت السماء مفتوحة لم يستطيعوا حجبها ، وما زال الهواء متاحا لم يستطيعوا منعه .
الجدار الجديد فولاذي مدفون تحت الأرض بعمق 30 مترا تحت الأرض ، لمنع الأنفاق والاجهاز على آخر شريان ينبض في عروق أهل غزة يمدهم باحتياجاتهم اليومية .
لا تلوموا سيادة الرئيس المغوار حسني مبارك فهو يتنازل ويساوم في كل شيء ،الا فيما يتعلق بأمن وكرامة مصر والمصريين ، ولنا في موقفه الحازم والتهديد بقطع العلاقات مع الجزائر بسبب مباراة في كرة القدم خير مثل!! ، فالرجل رضع الوطنية منذ نعومة أظفاره (تبا له من حليب !) .
ولكنني أتساءل هل نسينا تاريخنا كعرب ، أم أنه وصل لنا مزورا هل نحن أحفاد عنترة بن شداد حقا والذي قال يوم كان عبدا مملوكا :
لا تسقني كأس الحياة بذلة ==== بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كـــــــجهنم ==== وجهـــنم بالعز أطيب منــــــزل
هل حقا نحن من نسل عمرو بن كلثوم الذي قال يوما :
إذا بلغ الفطـــامَ لنـــــــــا صبيٌ ==== تخرُّ له الجبابرة سـاجدينــا
ونشرب إن أردنا الماء صفواً ==== ويشرب غيرنا كدراً وطينا
هل نحن أحفاد أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ، وخالد وطلحة والزبير وصلاح الدين ، هل ماتت النخوة فينا لدرجة أن نقتل اخواننا بأيدينا ، هل من يقتل هو من يملك سكينا ، أم من يسحب من يدك السكين ، هل صرنا أشباه رجال في زمن تقاطرت فيه الوظائف الأمريكية الصهيونية لتمنحنا موظفين في الكونغرس والبنتاجون بمرتبة " رئيس " ، أسئلة برسم الاجابة ، والاجابة قادمة ان لم تكن على يدنا فعلى يد أولادنا وأحفادنا فالتاريخ لا ينقطع وحركته ليست متمترسة ، فصبرا أهل فلسطين فأنتم الأعلون ، وأما لمن باع دينه وأخلاقه وانسانيته فنقول ما قال الشاعر وكفى :
وما للمرءِ خيرٌ في حياةٍ ==== إذا ما عُدَّ منْ سَقَطِ المتَاعِ
ربما كانت هذه هي زيارتي الأولي لهذه المدونة .. ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة
فالمرء يقابل أحياناً من يظن في نفسه القدرة على التدوين .. وهم كثير
ولكنه يأتي عليه يوم - مثل هذا اليوم - يقابل فيه من يلتهم كلماتهم المكتوبة التهاماً
شكراً لك على العرض الرائع :)
موضوع رائع ممتاز