قررت حيوانات الغابة أن تنتفض لنفسها من سطوة الليث المتوج على الغابة ملكا منذ الأزل ، واجتمعت على كلمة سواء أن لابد من احلال ديمقراطية "الغاب" ، واتفقوا على أن يرسلوا وفدا الى ملك الغابة يخبرونه أن تاجه لابد أن يخضع للانتخابات النزيهة بين حيوانات الغابة وأن زمن (كليلة ودمنة) قد ولى ، وأن ابن المقفع قد رحل الى غير رجعة .
واختاروا وفدا متوازنا لمقابلة أسد الغابة وترأس الوفد الحمار الموصوف بأنه ديماغوجي من الرعيل الأول كماضم الغزال باعتباره الأكثر اعتدالا، والأرنب كونه ذو عقلية براغماتية ، والخنزير بصفته الأكثر انفتاحا ، والفيل ذو الثقل الاستراتيجي ،وضم النمر الأكثر راديكالية في الوفد .
تم استقبال الوفد في المغارة الملكية وجلس ملك الغابة يستمع بهدوء الى أعضاء الوفد بعد أن أعطاهم الأمان ، كل يدلي بدلوه ..
قرر ملك الغابة أن يتنازل طواعية عن ملكه ، وأن يحتكم الجميع الى صناديق الانتخاب ، جرت الانتخابات في موعدها المقرر ولم يشوبها سوى بعض الملاسنات بين أنصار الحمار من العشبيين ، وأنصار الغضنفر من اللحميين !!
بدء فرز الأصوات ، وكانت استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز الأبحاث التابعة لفصيلة قرود الشمبانزي تشير الى تقدم الحمار بفارق ضئيل حيث أن العشبيين في الغابة هم الأكثر عددا مقارنة باللحميين الأقل على الرغم من سطوتهم .
وبالفعل فقد تقدم الحمار على منافسه الأسد وتم تنصيبه ملكا للغابة ، وتقبل الأسد النتيجة على الرغم من الغصة التي كانت في حلقه ، كيف لا وهو يرى هذا الكائن الهلامي الذليل المطواع الغبي يستلم سدة الحكم ويتهادى تاج الزعامة بين أذنيه الطويلتين .
في حفل التنصيب كان الأسد يتوقع كلمة منصفة بحقه وهو الذي رضي أن يتنازل عن عرشه في سبيل غابته التي دافع عنها وأجداده سنين طوال بكل جرأة وبسالة ..
فوجيء الأسد بملك الغابة الجديد يصدر البيان رقم (واحد) ويتلوه على مسمع الحيوانات جميعا : قررنا نحن الحمار بصفتي ملك الغابة خلع جميع أنياب الأسود ونزع مخالبهم والابقاء عليهم في كهوفهم قيد الاقامة الجبرية حتى اشعار آخر .
قوبل القرار بعاصفة من التصفيق والنهيق واعتلى الأرنب ظهر الفيل ، بينما امتطى الجرذ قرون الغزال مرددين أعنية "بحبك يا حمار " للفنان "الكبير" سعد الصغير ، على وقع موسيقى الراب التي كان يقودها (الجحش) .
في اليوم التالي تمت التعيينات العليا في الوزارة الحميرية حيث عين الأرنب وزيرا للعلاقات الخارجية بينما عين الجرذ وزيرا للخزانة واستلم الخنزير حقيبة التعليم ، بينما عين الجحش وزيرا من دون حقيبة ومستشارا خاصا لملك الغابة .
في ليلة ظلماء أضحت الجرذان والأرانب والخنازير والهوام أصحاب مقامات عليا ، واقتيدت الأسود لتجريدها من مصدر قوتها وعزتها ، وتراءى أمام الأسد بيت من الشعر كان يسمعه ويسخر منه ذات يوم حتى أنه لم يعره اهتماما ، تراءى أمامه ولكن هذه المرة كان يحس به بعد أن أصبح واقعا معاشا ، لقد تذكر قول الشاعر : لا تأسفن على غدر الزمان لطالما == رقصت على جثث الأسود كلابُ .
في صبيحة اليوم التالي وقبل الموعد المحدد لتجريد الأسود من أنيابها ومخالبها ، طلب الاسد من أنثاه اللبوة أن تكمل له قصيدة الأسود فقالت :لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها == فالأسد أسدُ و الكلاب كلابُ .
نظر الأسد لنفسه في المرآة ، ولم تكن الا سويعات معدودة تلك التي فصلت بين تلك اللحظة وبين موعد غدائه المعتاد ، ظهر الأسد على المائدة منتعلا حذاءا مميزا من جلد الحمار ، بينما كانت وجبته الرئيسية أطباق شهية من لحوم الأرانب والجرذان ..
واختاروا وفدا متوازنا لمقابلة أسد الغابة وترأس الوفد الحمار الموصوف بأنه ديماغوجي من الرعيل الأول كماضم الغزال باعتباره الأكثر اعتدالا، والأرنب كونه ذو عقلية براغماتية ، والخنزير بصفته الأكثر انفتاحا ، والفيل ذو الثقل الاستراتيجي ،وضم النمر الأكثر راديكالية في الوفد .
تم استقبال الوفد في المغارة الملكية وجلس ملك الغابة يستمع بهدوء الى أعضاء الوفد بعد أن أعطاهم الأمان ، كل يدلي بدلوه ..
قرر ملك الغابة أن يتنازل طواعية عن ملكه ، وأن يحتكم الجميع الى صناديق الانتخاب ، جرت الانتخابات في موعدها المقرر ولم يشوبها سوى بعض الملاسنات بين أنصار الحمار من العشبيين ، وأنصار الغضنفر من اللحميين !!
بدء فرز الأصوات ، وكانت استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز الأبحاث التابعة لفصيلة قرود الشمبانزي تشير الى تقدم الحمار بفارق ضئيل حيث أن العشبيين في الغابة هم الأكثر عددا مقارنة باللحميين الأقل على الرغم من سطوتهم .
وبالفعل فقد تقدم الحمار على منافسه الأسد وتم تنصيبه ملكا للغابة ، وتقبل الأسد النتيجة على الرغم من الغصة التي كانت في حلقه ، كيف لا وهو يرى هذا الكائن الهلامي الذليل المطواع الغبي يستلم سدة الحكم ويتهادى تاج الزعامة بين أذنيه الطويلتين .
في حفل التنصيب كان الأسد يتوقع كلمة منصفة بحقه وهو الذي رضي أن يتنازل عن عرشه في سبيل غابته التي دافع عنها وأجداده سنين طوال بكل جرأة وبسالة ..
فوجيء الأسد بملك الغابة الجديد يصدر البيان رقم (واحد) ويتلوه على مسمع الحيوانات جميعا : قررنا نحن الحمار بصفتي ملك الغابة خلع جميع أنياب الأسود ونزع مخالبهم والابقاء عليهم في كهوفهم قيد الاقامة الجبرية حتى اشعار آخر .
قوبل القرار بعاصفة من التصفيق والنهيق واعتلى الأرنب ظهر الفيل ، بينما امتطى الجرذ قرون الغزال مرددين أعنية "بحبك يا حمار " للفنان "الكبير" سعد الصغير ، على وقع موسيقى الراب التي كان يقودها (الجحش) .
في اليوم التالي تمت التعيينات العليا في الوزارة الحميرية حيث عين الأرنب وزيرا للعلاقات الخارجية بينما عين الجرذ وزيرا للخزانة واستلم الخنزير حقيبة التعليم ، بينما عين الجحش وزيرا من دون حقيبة ومستشارا خاصا لملك الغابة .
في ليلة ظلماء أضحت الجرذان والأرانب والخنازير والهوام أصحاب مقامات عليا ، واقتيدت الأسود لتجريدها من مصدر قوتها وعزتها ، وتراءى أمام الأسد بيت من الشعر كان يسمعه ويسخر منه ذات يوم حتى أنه لم يعره اهتماما ، تراءى أمامه ولكن هذه المرة كان يحس به بعد أن أصبح واقعا معاشا ، لقد تذكر قول الشاعر : لا تأسفن على غدر الزمان لطالما == رقصت على جثث الأسود كلابُ .
في صبيحة اليوم التالي وقبل الموعد المحدد لتجريد الأسود من أنيابها ومخالبها ، طلب الاسد من أنثاه اللبوة أن تكمل له قصيدة الأسود فقالت :لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها == فالأسد أسدُ و الكلاب كلابُ .
نظر الأسد لنفسه في المرآة ، ولم تكن الا سويعات معدودة تلك التي فصلت بين تلك اللحظة وبين موعد غدائه المعتاد ، ظهر الأسد على المائدة منتعلا حذاءا مميزا من جلد الحمار ، بينما كانت وجبته الرئيسية أطباق شهية من لحوم الأرانب والجرذان ..
من هيباتيا
هيبا عزازيل سيظل ملازمك ويغذي غرورك ويصور لك جهنم يحرسها رضوان كفاك
هيباتيا .. لم أفهم ما كتبت
اقرأ عزازيل رواية ليوسف زيدان وستفهم قصدي
ظننتك تجيد قراءة بين السطور
ما كتبت لا يحتاج لمن يجيد قراءة مابين السطور، انما يحتاج لعراف يقرأ بواطن العقول ، أعدك انني سأقرأها قريبا جدا شكرا لتواصلك