Al Jazirah NewsPaper Monday 05/03/2007 G Issue 12576
مقـالات
الأثنين 15 صفر 1428 العدد 12576
أقفاص العلم - غالب فريد البنا (*)
أسرد لكم هذه التجربة التي قام بها عالم نفسي أمريكي، وشاركه فيها ثلة من أطباء المخ والأعصاب، وتفاصيلها أن هذا العالم قام بفصل مجموعتين من الجرذان حديثي الولادة، فوضع المجموعة الأولى في قفص مجهز بكل ما تحتاج إليه لتعيش درجة حرارة ثابتة، كمية وافرة من الأطعمة، مياه للشرب، أدوات للعب... إلخ.
بينما أطلق سراح المجموعة الثانية في الطبيعة المحيطة لتواجه التحديات التي تفرضها تلك البيئة، كندرة الطعام والماء وقسوة المناخ ومصائد الإنسان... إلخ.
بعد سنة جمع المجموعتين وأجرى عليهما بعض التجارب في مخبره، أهم الحقائق التي توصل إليها كان ما أكده بأن القشرة المخية لدى الجرذان التي أطلقت في الطبيعة كانت أثخن وأكثر تمايزاً من القشرة المخية لدى الجرذان التي عاشت في ذاك القفص (الذهبي).
ومن المعروف علمياً أن القشرة المحيطة بالمخ هي التي تحتوي على مراكز الحس والحركة والتفكير، والقدرة على المحاكمة وصنع القرار، فالتحديات التي واجهتها تلك الجرذان أجبرتها على استعمال حواسها والتركيز على حاجاتها باطراد مما أدى إلى تكاثر ونمو خلايا القشرة المخية بطريقة سريعة، بينما لم تواجه الجرذان التي عاشت في القفص (الوردي) أي نوع من التحديات الأمر الذي لم يجبرها على استعمال مراكز الحس والحركة في قشرتها المخية فتوقفت خلايا تلك القشرة عن النمو.
تجربة أضعها بين أيدي خبراء التعليم في بلادنا الحبيبة علّهم يتوصلون لأسباب الجفاء بين مخرجات التعليم واحتياجات القطاعات الإنتاجية، أو لعلهم على الأقل يحاولون ردم الهوة بين العلم، وخدمة المجتمع بعد أن حاصروه في أقفاص - أقصد - فصول الدراسة الرتيبة!!
(*) جدة
مقـالات
الأثنين 15 صفر 1428 العدد 12576
أقفاص العلم - غالب فريد البنا (*)
أسرد لكم هذه التجربة التي قام بها عالم نفسي أمريكي، وشاركه فيها ثلة من أطباء المخ والأعصاب، وتفاصيلها أن هذا العالم قام بفصل مجموعتين من الجرذان حديثي الولادة، فوضع المجموعة الأولى في قفص مجهز بكل ما تحتاج إليه لتعيش درجة حرارة ثابتة، كمية وافرة من الأطعمة، مياه للشرب، أدوات للعب... إلخ.
بينما أطلق سراح المجموعة الثانية في الطبيعة المحيطة لتواجه التحديات التي تفرضها تلك البيئة، كندرة الطعام والماء وقسوة المناخ ومصائد الإنسان... إلخ.
بعد سنة جمع المجموعتين وأجرى عليهما بعض التجارب في مخبره، أهم الحقائق التي توصل إليها كان ما أكده بأن القشرة المخية لدى الجرذان التي أطلقت في الطبيعة كانت أثخن وأكثر تمايزاً من القشرة المخية لدى الجرذان التي عاشت في ذاك القفص (الذهبي).
ومن المعروف علمياً أن القشرة المحيطة بالمخ هي التي تحتوي على مراكز الحس والحركة والتفكير، والقدرة على المحاكمة وصنع القرار، فالتحديات التي واجهتها تلك الجرذان أجبرتها على استعمال حواسها والتركيز على حاجاتها باطراد مما أدى إلى تكاثر ونمو خلايا القشرة المخية بطريقة سريعة، بينما لم تواجه الجرذان التي عاشت في القفص (الوردي) أي نوع من التحديات الأمر الذي لم يجبرها على استعمال مراكز الحس والحركة في قشرتها المخية فتوقفت خلايا تلك القشرة عن النمو.
تجربة أضعها بين أيدي خبراء التعليم في بلادنا الحبيبة علّهم يتوصلون لأسباب الجفاء بين مخرجات التعليم واحتياجات القطاعات الإنتاجية، أو لعلهم على الأقل يحاولون ردم الهوة بين العلم، وخدمة المجتمع بعد أن حاصروه في أقفاص - أقصد - فصول الدراسة الرتيبة!!
(*) جدة
إرسال تعليق