إن الصورة التي يحملها الإنسان عن ذاته تشكل منعطفا فارقا وجوهريا في تصرفاته وقدراته وردات فعله تجاه الأزمات التي تواجهه ؛ فلو كنت تمتلك البلاغة والفصاحة وسحر البيان ثم كنت مع هذا لا تؤمن بأنك تستطيع الكلام أمام الناس , أو الكتابة لهم فإنك بذلك لن تتكلم ولن تكتب؛ وتكون بذلك قد أهدرت جزءا مهما من طاقتك التي وهبك الله.
(فكيفما ترى نفسك تكن) وممِّا يروى في هذا المجال القصة المشهورة لبيضتي الصقر اللتان سقطتا من أعلى جبل إلى أسفله لتقع في حظيرة دجاج.
خرج من البيضتين صقران صغيران عاشا وتربيا في تلك الحظيرة مع إخوانهما من الدجاج فأصبحا يأكلان كأكلهم ويشربان كشربهم ويمشيان كمشيهم.
وفي ذات يوم والصقران يمشيان - وقد كبرا شيئا قليلا- توجه نظرهما إلى السماء فإذا بصقر يحلق عاليا ، تمنيا لو كان مثله في القوة والعلو.
قال الأول لصاحبه : آهٍ ليتنا كنا صقرين كهذا نطير, ونحلق, ونعيش في الأماكن العالية وما كاد يتم حديثه إلا وقد وقعت كلماته في أعماق صاحبه.
أخذ يتأمل في نفسه وجسمه وعضلاته حتى أطلق كلمة غيرت مجرى حياته ، كان منبعها قلبه وعقله قبل لسانه ، قال: نحن صقران انظر إلى جسمينا لسنا من الدجاج.
رد الأول : بل نحن من الدجاج وسنبقى كذلك.
لكن صاحبه أبى وأخذ يجرب الطيران ويتدرب عليه حتى أتقنه موقنا يقينا جازما بأنه صقر وليس دجاجة.
وكان مصير كل منهما أن الثاني غير حياته وطار وعاش مع الصقور, وأما الأول فقد بقي على حالته الأولى ، بالرغم من أنه يمتلك نفس الإمكانات التي لدى صاحبه لكن الفرق المهم والمهم جدا ، هو ما يحملانه عن أنفسهما من قناعات.
تأمل أخي الكريم نعم الله عليك في إيمانك وعقلك وصحتك و… واعلم بأنك تمتلك الكثير والكثير من الطاقات التي تنتظر الفرصة للانطلاق ، فلا تجعلها أسيرة طموحات ضيقة ،ولاتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر .
كثيرة هي الطموحات وجميل هو النجاح لكن الصعب هو من أين تكون البداية ؟ كيف نبدأ ؟ وماذا نفعل بالمعوقات في طريق النجاح ؟هل بإمكاننا النجاح أم يكون الإحباط في البدايه هو نهاية مشوارنا في تحقيق آمالنا ؟
ربما نتعثر أو نصطدم أو قد نتريث لفترات لكن الأهم أن لانتوقف فالتوقف يعني الفشل .
من أول خطوة ربما نتساءل ومن اين لنا بالعزيمة حتى نصل لأهدافنا ؟
من أهم تلك الوسائل التي تعين على هذا النظر إلى تجارب غيرنا كيف نجحوا وتحدوا الواقع الصعب الذي مروا به وكيف تحققت أهدافهم رغم الصعوبات في بداية مشوارهم .
وقفة تأمل وقراءة في قصص نجاح الآخرين :
الطموح والاصرار على النجاح هو الكنز الحقيقي اذا ما اقترن بالعمل المنظم ، وهو ما أوصل صاحب هذه القصة الى الملايين .
تقدم رجل لشركة مايكروسوفت للعمل بوظيفة فراش بعد إجراء المقابلة والاختبارأخبره مدير التوظيف بأنه قد تمت الموافقة عليه ،وسيتم إرسال قائمة بالمهام وتاريخ المباشرة في العمل عبر البريد الإلكتروني الخاص به .
أجاب الرجل: ولكنني لا املك جهاز كمبيوتر ولا املك بريدا إلكترونيا ، رد عليه المدير باستغراب : من لا يملك بريدا إلكترونيا فهو غير موجود أصلا! ومن لا وجود له فلا يحق له العمل!
خرج الرجل وهو فاقد الأمل في الحصول على وظيفة ، فكر كثيراً ماذا عساه أن يعمل وهو لا يملك سوى 10 دولارات بعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضار وقام بشراء صندوق من الطماطم (البندورة) ثم اخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم ، ونجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية ثلاث مرات إلى أن عاد إلى منزله في نفس اليوم وهو يحمل 60 دولارا .
أدرك الرجل بانه يمكنه العيش بهذه الطريقة فاخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في الصباح الباكر ويرجع ليلاً أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة ثم شاحنة حتى أصبح لدية أسطول من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن .
بعد خمس سنوات أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة .
لضمان مستقبل أسرته فكر الرجل في شراء بوليصة تامين على الحياة فاتصل بأكبر شركات التامين وبعد مفاوضات استقر رأيه على بوليصة تناسبه فطلب منه موظف شركة التامين أن يعطيه بريده الإلكتروني ! أجاب الرجل : ولكنني لا املك بريد إلكتروني ! رد عليه الموظف باستغراب : لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة ،تخيل لو أن لديك بريداً إلكترونيا.. فأين ستكون اليوم؟
أجاب الرجل بعد تفكير : كنت سأكون فراشا حقيرا في مايكروسوفت .
الطموح يولد من رحم الجروح :
جاء العامل السعودي الجنسيه في نهاية يوم شديد الحرارة و الرطوبه قاصدا برادة الماء ليشرب ، جاء مجهدا و متعبا و يتصبب عرقا بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق تحت حرارة الشمس ، ما أن ملأ الكأس بالماء البارد و أراد أن يبرد جوفه جاءه مهندس أمريكي وقال له بغلاظة : أنت عامل و لا يحق لك الشرب من الخدمات الخاصه بالمهندسين .
رجع المسكين و أخذ يفكر أياما و أياما و يسأل نفسه : هل أستطيع أن أكون مهندسا يوما ما وأكون مثل هؤلاء ، اتكل على ربه و عقد العزم و بدأ بالدراسه الليلية ثم النهارية ، وبعد السهر و الجهد و التعب والسنين حصل على شهادة الثانوية .
تم أبتعاثه الى الولايات المتحدة الامريكية على حساب الشركة التي يعمل بها , وحصل على بكالريوس في الهندسة و رجع لوطنه .
ظل يعمل بجد و أجتهاد وأصبح رئيس قسم ثم رئيس أدارة ، الى أن حقق انجازا كبيرا بعد عدة سنوات ، و أصبح نائب رئيس الشركة . حدث و أن جاءه نفس المهندس الأمريكي ( وكانوا يمضون عشرات السنين بالخدمة بالشركة ) قال له : أريد الموافقه على أجازتي وأرجو عدم ربط ماحدث بجانب برادة الماء بالعمل الرسمي .
فرد عليه بأخلاق ساميه : أحب ان أشكرك من كل قلبي على منعي من الشرب , صحيح أنني حقدت عليك في ذلك الوقت ، و لكن أنت السبب بعد الله فيما أنا عليه الان .
و بعد العرق و الكفاح و الاخلاص و الوفاء و الولاء للعمل، أصبح رئيسا للشركة ، هي من كبريات الشركات العملاقة في صناعة البترول , شركة ارامكو السعوديه .
وبعد ذلك أختارته القياده العليا ليكون وزيرا للبترول هذه قصة العامل السعودي ووزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي .
إرسال تعليق