وأعترف أنني في كل مرة أتصفح فيها تدويناتي السابقة أشعر أن هذه المدونة فاقدة للهوية ، فهي لا تصنف كمدونة اجتماعية ولا هي سياسية ولا أدبية ولا حتى فلسفية .
وهذه النظرة الفلسفية لا تتناقض مطلقا مع حقيقة الدين الذي ندين الله به ، اعمالا لحديث سيد الأولين والآخرين : (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) .
ثم قال النبي : أما إذا أبيت فهي كما تقول ، وما قضى الله فهو كائن ، قال : فما أمسى من الغد إلا ميتاً .
******
صوت البطة لا صدى له ولا احد يعلم لماذا .؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(لو بلا صوت أريح )
******
من المممكن ان تصعد البقرة السلم ولكن من المستحيل ان تنزل
*******
عدد النجوم في الكون .. أكثر من عدد الرمال في العالم
*******
هناك نوع من العصافير يبني أكثر من عش.. ثم تأتي زوجته وتختار واحد
********
إذا مات ذكر اليمامة فإن اليمامة زوجته لا ترتبط بأحد غيره... وتنوح عليه إلى أن تموت
********
مجموع البحيرات الموجودة في كندا وحدها يزيد عن عدد البحيرات الموجودة في جميع دول العالم مجتمعة
********
وضعية عيني الحمار في رأسه تسمح له برؤية حوافره الأربعة بشكل دائم في آن واحد
********
النعامة تعيش حتى 75 عاما وتظل قادرة على التكاثر حتى سن الخمسين
********
النعامة لا تدفن رأسها في الرمال هرباً من الخطر بل بحثاً عن الماء
( ظلمناها)
********
أصغر والدين في العالم كانا يبلغان من العمر 8 و9 أعوام وكانا يعيشان في الصين في العام 1910 م
********
الكرسي الكهربائي الذي يُستخدم في الإعدام هو من اختراع طبيب أسنان
********
بدأ استخدام إشارات المرور الضوئية قبل اختراع السيارات
(يعني اخترعوا السيارة عشان يشغلوا الاشارة!!!)
********
يبلغ عدد الاغنام الموجودة في نيوزيلندا نحو 70 مليوناً في حين ان عدد السكان لا يتجاوز 4 ملايين
********
من الناحية العلمية ، يعد الموز من الأعشاب بينما تعد الطماطم فاكهة
1-ثقة أعضاء الفريق في الهدف.
2-ثقة أعضاء الفريق في القيادة.
3-ثقة أعضاء الفريق في بعضهم البعض.
4-الكفاءة التنظيمية للفريق.
5-الحالة العاطفية والنفسية و الذهنية لأعضاء المجموعة.
بالإضافة إلى ضرورة أن يوفر العمل للعاملين المقابل لقضاء احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب و مسكن، فإن لهم مطالب أخري من بيئة العمل، منها:
1- توفير الفراغ الطبيعي و الاجتماعي.
2 - إتاحة الفرص للتعبير عن أنفسهم وقدراتهم وآرائهم و مواهبهم.
3 - تنمية مهاراتهم و قدراتهم.
4 - الاعتراف بهم ضمن الهيئة الاجتماعية.
5 - التقدير واحترام جهودهم وأفكارهم.
هناك العديد من العوامل التي تتفاعل مع بعضها لتوفير المناخ السلوكي السليم، وتطوير العلاقات داخل المشروع لتنطوي علي جو من الثقة والاحترام و التعاون يؤدي إلى رفع روحهم المعنوية و زيادة إنتاجيتهم. ومن هذه العوامل:
1-توافر فرص الاتصال الشخصي و المباشر.
2-أسلوب تفويض السلطات ودعم القدرة علي اتخاذ القرار.
3-الأهداف الواقعية و الطموحة.
4 -أسلوب القيادة والإشراف (العدالة– التوجيه نحو تحقيق الأهداف – التدعيم – النقد الهادف).
5 - الهيكل التنظيمي و النظام الإداري (وضوح السلطات و المسئوليات ، نظم الحوافز) .
6 - أسلوب معالجة الشكاوي و التظلمات.
توجد العديد من الصفات تتعلق بالوظيفة، وعند مراعاتها يكون لها أثر كبير في رفع في رفع الروح المعنوية، ومنها:
1. تنوع المهارات skill variety: وهو تعدد الأنشطة و المهارات اللازمة لأداء الوظيفة، فالموظف لا يحبذ الوظيفة ذات المهارات القليلة أو المهارة الواحدة مثل أن تكون مهمته ملأ استمارة العميل، وعلي العكس فإن الوظيفة التي تشمل مهارات اتصال، مع مهارات الحاسب، مع مهارات التحليل تكون أكبر أثرا في رفع الروح المعنوية.
2. هوية الوظيفة job identity:وهو أن تكون الوظيفة مؤدية إلى إتمام جزء كامل ومحدد من العمل.
3. أهمية ومغزى الوظيفة job significance:يجب أن يتفهم الموظف أو عضو الفريق أهمية العمل الذي يقوم به كجزء من العمل الكلي الذي تقوم به المنظمة، وكذلك تأثير هذا العمل علي العملاء أوالمستفيدين من عمل المنظمة.
4. الاستقلالية autonomy:يجب أن تحتوي الوظيفة علي قدر من التفويض في اتخاذ القرار فيما يتعلق بتنفيذ الأهداف، بما يمكنهم من الابتكار والشعور بالذاتية.
5. التغذية المرتدة feedback: أن تكون أداء مهام العمل مرتبطة بالحصول علي قدر من المعلومات عن كفاءة و فاعلية الأداء.
وبناء عليه يمكن أن تقوم القيادة بالتدخل لرفع الروح المعنوية بعدة أساليب إذا دعت الحاجة، مثل تدوير العمل، وتوسيع المهام، إثراء الوظيفة. ويكون ذلك عن طريق تجميع للمهام، أو خلق وحدات للعمل حسب طبيعة كل عمل، أو إقامة علاقات أقوي مع العملاء، أو الإثراء الرأسي ببعض المهام القيادية، أو فتح قنوات للتغذية المرتدة.
و- تحفيز العاملين
إن عملية الأداء ترتبط بعدة عوامل هي القدرة و المعرفة و الرغبة ، أي يجب أن يكون الفرد قادرا علي أداء المهمة، عارفا بكيفية القيام بها، وراغبا في أدائها، ويكون دور القيادة التدريب لتنمية قدراته ومعرفته بأداء المهمة، ثم التحفيز لزيادة الرغبة في الأداء.
ز- تعريف التحفيز
يمكن تعريف التحفيز بأنه تنمية الرغبة في بذل مستوي أعلي من الجهود نحو تحقيق أهداف المؤسسة علي أن تؤدي هذه الجهود إلى إشباع بعض الاحتياجات لدي الأفراد.
ومن هذا التعريف نري أن التحفيز هو عملية تتعلق أساسا بثلاث عناصر: بذل الجهود، والأهداف، واحتياجات الأفراد. فإذا تم تحفيز الفرد، فإنه يكون مستعدا لبذل المزيد من الجهد، ولكن هذا الجهد لا يكون إيجابيا و فعالا إلا إذا تم توجيهه كما و كيفا لخدمة أهداف المؤسسة، وأخيرا فلكي تستمر عملية التحفيز، فيجب أن ترتبط بإشباع بعض الاحتياجات لدي الفرد .
ح- نظريات تحفيز الأفراد:
توجد العديد من النظريات التي تساعد في فهم عملية تحفيز العاملين، يمكن تقسيمها إلى نظريات الاحتياجات needs، ونظرية وضع الأهداف، ونظرية التدعيم، ونظرية توقعات الأفراد.
من أشهر نظريات احتياجات الأفراد نظرية ماسلو التي قسم فيها احتياجات الأفراد إلى خمسة مستويات هي: الاحتياجات الفسيولوجية، والحاجة إلى الأمان، والحاجة إلى الانتماء، والحاجة إلى الاعتراف و التقدير، وأخيرا الحاجة إلى تحقيق الذات.
ويري ماسلو أن الفرد يستمر في إشباع مستوي معين من هذه المستويات، فإذا أتم إشباعه فإنه يتطلع إلى مستوي أعلي من هذه المستويات وهكذا.
وقد تمتعت نظرية ماسلو بقبول كبير، وأيدتها العديد من الدراسات، إلا أن التطبيق العملي لها أوضح ضرورة إدخال بعض التعديلات لفهم سلوك الأفراد في مواقف مختلفة كإشباع أكثر من مستوي من الرغبات في نفس الوقت، أو سلوك الفرد عندما يفشل في إشباع مستوي معين من الرغبات.
وضع كلايتون ألدرفير نظرية الوجود- الارتباط- النمو أو ERG Theory ، وهي تعديل في رؤية الاحتياجات الإنسانية للأفراد، فقسم الاحتياجات الإنسانية إلى ثلاث مجموعات، هي الوجود (الاحتياجات الأساسية والأمان)، و الارتباط بالآخرين ( الانتماء و العلاقات و المكانة الاجتماعية و الاعتراف و التقدير)، والنمو (تحقيق الذات) .
والجديد في هذه النظرية أنها تري أن الفرد قد يعمل علي إشباع أكثر من مستوي في ذات الوقت، إلا أن اهتمام الفرد بمختلف الاحتياجات يختلف من شخص إلى أخر ومن مرحلة إلى أخري، كما أنها تري أن عدم قدرة الفرد علي إشباع مستوي أعلي من الاحتياجات ستؤدي به إلى الارتداد نحو تحقيق إشباع أكبر لأحد المستويات الأقل.
كما وضع ماك جريجور النظرية Xو النظرية Y ، فهو يري أن هناك نوعين من القادة: X &Y، حسب طريقة تعامل كل منهم مع الأفراد، وهذا التقسيم مبني علي بعض الافتراضات لدي كل من النوعين، فالنوع X يفترض أن الأفراد يكرهون العمل، وسيعملون جهدهم علي تجنب القيام به ، ولهذا فإن علي القائد رقابتهم، وتوجيههم، وتهديدهم و عقابهم لدفعهم إلى العمل، كما أنه يري أنهم يتجنبون المسئولية، وأنه ليس لديهم طموح، وأنهم يحتاجون من العمل فقط إلى الأمان وخاصة الأمان المادي.
وعلي العكس، فإن النوع Y يفترض أن الأفراد يرون أن العمل ضرورة طبيعية للإنسان، وأنهم سيمارسون توجيها ورقابة ذاتيتان، إذا كانوا مقتنعين و ملتزمين بالعمل، ,أن الفرد العادي يمكن تعليمه و تدريبه علي تقبل المسئولية و السعي إلي تحملها ، وأن القدرة علي التطوير و الابتكار موجودة لدي الجميع وليس القائد أو المدير وحده.
ويري ماك جريجور أن الأغلبية تكون من النوع Y ، ولهذا فإن تحفيز العاملين من وجهة نظره يكون عن طريق المشاركة في المسئولية، وزيادة المسئوليات و التحدي في الأهداف الوظيفية، وتقوية العلاقات والروابط بين أفراد الفريق.
كما وضع هرتزبرج نظرية عوامل التحفيز والعوامل الصحية، قسم فيه العوامل الدافعة لسلوك الفرد في العمل إلى قسمين رئيسيين: عوامل التحفيز والعوامل الصحية فوجد أن العوامل المحفزة لسلوك الفرد هي الرغبة في الإنجاز، و الاعتراف و التقدير، وطبيعة العمل نفسه من حيث الأهمية و التحدي، وحجم المسئوليات، والتقدم و التطور، و النمو.
كما وجد أن وجود هذه العوامل يؤدي إلى شعور الفرد بالرضا الوظيفي، وأن غيابها يؤدي إلى عدم وجود الرضاء الوظيفي ( لكنه لا يؤدي إلي الاستياء). ووجد عدة عوامل يؤدي غيابها إلى استياء العاملين، في حين يؤدي وجودها إلى عدم وجود الاستياء، (إلا أنه لا يؤدي إلى وجود الرضاء الوظيفي)، وهي العوامل الصحية، ومن هذه العوامل المرتب، ظروف وبيئة العمل، العلاقات داخل العمل، علاقات الإشراف، و البيئة الإدارية وسياسات المنظمة.
والجديد في فكر هرتزبرج هو أن الرضا لا يقابله الاستياء، بل أن الرضا يقابله عدم الرضا، والاستياء يقابله عدم الاستياء، وأن العوامل المتحكمة في كل منهم تختلف عن الأخرى.
أما ماكسيلاند McCelland فقد قسم الأفراد إلى ثلاثة أقسام رئيسية حسب احتياجاتهم هي الأفراد ذوي الرغبة في الإنجاز، الرغبة في النفوذ والقوة، والرغبة في الانتماء.
فالأفراد ذوي الرغبة في الإنجاز يسعدون بالإنجاز أكثر من سعادتهم بالعائد المتوقع منه، ويرغبون في أداء الأشياء بصورة أفضل، ويسعون لتحمل المسئولية، ولا يسعون لأداء المهام السهلة، وكذلك المهام شديدة الصعوبة لأنها لا يرجح أن تجلب لهم الشعور بالإنجاز، وهم مستعدون لتقبل النجاح أو الفشل بشرط أن يكون مبنيا علي جهودهم. وإجمالا فإنهم يفضلون مستوي متوسط أو أعلي من المتوسط من المخاطرة، ووظائف تضمن لهم معلومات مرتدة فورية، مع مسئوليات عالية.
ويفضل ذوي الرغبة في النفوذ الوظائف التي توفر لهم ممارسة النفوذ و الرقابة و التحكم في الآخرين، ويفضلون المهام الخالية من المخاطرة أو التحدي، ويميلون إلى البحث عن الوضع الاجتماعي Prestige و ممارسة النفوذ علي الآخرين أكثر من تحري الأداء الجيد. أما الأفراد ذوي الرغبة في الانتماء فيميلون إلى الوظائف و المواقف التي تضمن لهم قدر من العلاقات الاجتماعية، ويرغبون في أن يكونوا مقبولين من الآخرين، ويمكن تحفيزهم عن طريق زيادة العلاقات و الروابط و الأنشطة الاجتماعية، و ممارسة الوظائف ذات العلاقة بالجماهير.
وضع جين برودووتر نظرية وضع الأهداف، و التي قرر فيها أن الهدف يوجه و يحفز الفرد، وأنه لا يكفي لتحفيزه دفعه إلى فعل أقصي ما يمكنه do your best بل يجب أن تكون الأهداف محددة بدقة، وهو يري أن الهدف الطموح المحدد، عند قبوله من الشخص و اقتناعه به، فإنه يعمل في حد ذاته كحافز، افضل مما تفعله الأهداف السهلة أو غير المحددة، كما يري أن التغذية المرتدة تقوي الحافز وتساعده علي الاستمرار. وهو يري أن من أهم العوامل لزيادة تأثير الهدف كحافز: الاقتناع و الالتزام بالهدف commitment ، و الاقتناع بالقدرة علي القيام به self-efficacy.
بينما يري مؤيدو نظرية التدعيم reinforcement أن التدعيم يوجه ويحفز الفرد، وأن الإجراءات التالية للتصرف الإنساني تؤثر في احتمال تكرار الفرد للتصرف الذي قام به ومستوي الأداء المتوقع في المرات التالية. فإذا أتم الفرد عملا فإنه يتوقع رد فعل أو تغذية مرتدة من الآخرين، فإذا كان رد الفعل إيجابيا فإن الفرد يميل إلى تكرار الفعل بصورة مماثلة، أو بصورة أفضل حسب مدي رد الفعل، أما إذا كان رد الفعل سلبيا، فربما يؤدي هذا إلى الامتناع عن الفعل. وتري نظرية التوقعات أن سلوك الفرد يكون سلسلة من العلاقات كالتالي:
أن الفرد يؤدي الجهد متوقعا أن يؤدي ذلك لتحسين الأداء.
إذا تم تحسين الأداء فإن الفرد يتوقع أن يتم تقديره.
وإذا تم تقديره فإنه يتوقع أن يسهم ذلك في تحقيق أهدافه الشخصية و العملية. وعلي هذا فإن وجود هذه العلاقات و تلازمها يسهم في تحفيز العاملين، في حين أن كسر أي منها يؤدي بالعاملين إلى الإحباط وضعف الروح المعنوية.
ط -الأسس العملية لعمليات التحفيز
من دراستنا للنظريات المختلفة لتحفيز العاملين، يمكن استنباط بعض الأسس التي يمكن اتباعها بصورة عملية:
تعرف علي الفروق الفردية للأفراد ( احتياجات – أهداف – دوافع).
استخدم لكل فرد الحافز المناسب لاحتياجاته وأهدافه ودوافعه.
تحقق من عدالة النظام الإداري و نظام التحفيز.
حدد الأهداف بدقة.
1- احرص علي تنمية ثقة الأفراد في الهدف، و القيادة، وفي بعضهم البعض.
2- احرص علي إتاحة الفرصة للتعبير عن أنفسهم وقدراتهم وآرائهم و مواهبهم.
3 - احرص علي التغذية المرتدة الفورية.
4 - اعمل علي تدعيم العوامل الصحية لمنع شعور العاملين بالاستياء، وتدعيم العوامل المحفزة التي تجلب الشعور بالرضاء و التحفيز.
5 - شارك الأفراد في القرارات المتعلقة بهم.
6- اهتم بطبيعة الوظيفة كأساس للتحفيز، واحرص علي تنوع المهارات، ووضوح هويتها و أهميتها، وتوفر حد من الاستقلالية للتنفيذ.
7 - تأكد من ارتباط كل من الجهد والأداء و التقدير و أهداف الفرد و المنظمة ارتباطا كاملا و عادلا.
8 - احرص علي ربط الإنجاز بالتقدير المادي أو المعنوي.
وليعلم القارئ العزيز أن المؤسسة العربية المشرفة على العمل العربي المشترك والتي تعتبر مظلته 'جامعة الدول العربية' منذ تأسيسها بدأت تفرخ لنا مقلدة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة- فأنشأت الحكومات العربية باقتراحات من الجامعة العربية العديد من المنظمات العربية المتخصصة في مجالات : العمل- الزراعة- الصناعة- التنمية الإدارية- الطاقة- الإعلام- الطيران المدني، الى آخر القائمة.
كما أنشأت مجالس وزارية متخصصة احتوت التخصصات التي ليس بها منظمات أو اتحادات عربية ودولية مثل 'لمجلس الاقتصادي والاجتماعي'-مجلس الوحدة الاقتصادية- مجلس وزراء العدل العرب- مجلس وزراء الداخلية العرب- مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب- مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب- وغيرها من المجالس التي غالبًا ما يكون لها مكتب تنفيذي لكل منها وأمانة عامة لهذا المكتب يطلق عليها الأمانة الفنية لذلك المجلس 'أيا كان اسمه'.
وهذه المجالس والمنظمات تعقد اجتماعًا عامًا في العام، كما تعقد مكاتبها أكثر من اجتماع سنوي، كما أن أمانتها الفنية وخبراءها يجتمعون سنويا أيضًا. إلى جانب اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى المندوبين- سفراء الدول العربية بالجامعة العربية بالقاهرة- الذين يجتمعون شهريًا أو كلما دعت الضرورة لذلك وأيضا للتحضير لاجتماعات المجلس على مستوى وزراء الخارجية العرب.
تصوروا معي حجم هذه الاجتماعات وتكاليفها السنوية، وهنا لا انظر إلى المصاريف لو كان لهذه الاجتماعات انعكاسات إيجابية على المواطن العربي والشعوب العربية اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا أو تعود على أمتنا بالخير والتطور والتقدم والرفاهية!
ولكن من تجربتي المباشرة، أؤكد لكم: إن اجتماعات العرب على كافة المستويات والأصعدة لا يتم تنفيذ 1% من نتائج اجتماعاتها الإيجابية، هذا إذا كنت متفائلا- حيث لا توجد ترجمة حقيقية لما يتم الاتفاق عليه حتى يتحول ذلك إلى واقع ملموس يحس بتأثيره الإنسان العربي الذي يشعر بالمرارة من الخوف على مستقبل أمته.
وبعد هذه المقدمة وبمناسبة انعقاد الدورة الرابعة والعشرين للقمة القادمة في ليبيا أريد أن أشير إلى بعض المزايا التي تصاحب القمم العربية.
الميزة الأولى: تسابق الدول المستضيفة للقمم في حسن الاستقبال وطوابير التشريفات وفرق الموسيقى وتقديم الورود والزهور وإعادة تأثيث صالات الاستقبال في المطارات، وقارن ذلك- أخي العربي- مع كيفية وصول رؤساء دول الاتحاد الأوربي أو اجتماعات الثمانية الكبار، وبساطة استقبالهم'.
الميزة الثانية : إنشاء وإعادة تأثيث مقار إقامة الملوك والرؤساء والبذخ المغالى فيه من أجل إبراز إمكانيات الدولة وكرم ضيافتها من خلال فخامة مقار الإقامة وديكورات قاعات الاجتماعات.
الميزة الثالثة: إقامة الولائم المبالغ في نوعية الأكل المقدم فيها، وأن يتم تناول أصحاب الجلالة والفخامة والعظمة الأكل على أصوات الموسيقى الوطنية وتقديم بعض اللوحات الاستعراضية التي تشبه 'ليالي هارون الرشيد'.
الميزة الرابعة : نستمع نحن العرب في كل مكان في جلسة الافتتاح إلى خطابات رنانة مدوية يعبر ويستعرض فيها كل زعيم عن إخلاصه للأمة العربية وحرصه على نصرة شعب فلسطين واهتمامه بكافة العوامل المحققة للتكامل العربي ويحرص هؤلاء جميعًا أن تكون خطبهم منقولة نقلاً مباشرًا وهو هنا في الواقع يريد أن يقول لشعبه 'شوفوا أنا إيش مع هؤلاء، أنا أفضل منهم'.
الميزة الخامسة : بعد جدال يبدأ في كواليس الجامعة العربية بالأمانة العامة قبل القمة بشهرين تقريبًا ثم مع مندوبي الدول بالجامعة العربية لمناقشة وإعداد قرارات القمة وبيانها الختامي ثم مع وزراء الخارجية العرب ويدخلون للقمة والقرارات والبيان جاهز ويترك هامش لأي تعديلات يفاجئون بها أثناء الاجتماعات.
لا شك أن خبراء الجامعة العربية المحترفين في الصياغات والديباجات رغم التناقضات في الآراء يصلون إلى ما يسمونه الصياغة التوفيقية التي يقتنع بها كل الأطراف المختلفة ولكنها صياغة باهتة لا تؤدى إلى أي شكل من أشكال المسئولية تجاه موضوع القرار ولا شك أن لغتنا العربية الغنية بالمصطلحات تساعد هؤلاء المخضرمين في الوصول إلى الصياغات التوفيقة الباهتة للبيان الختامي الذي يتفضل السيد الأمين العام بتلاوته في الجلسة الختامية لمؤتمر القمة ويصفق له الجميع فور الانتهاء من قراءته.
هذه هي الميزات العلنية التي يعلمها جيدًا كل المتتابعين والمنظمين لاجتماعات القمة العربية، غير أنني كنت خلال الفترة من 1999 إلى 2007 قريبًا- إلى حد ما- من مطبخ الاجتماعات بالجامعة العربية، وهنا لا أدعى المعرفة والإلمام بكل شيء إلماما كاملا، ولكن حضوري للاجتماعات حتى المغلقة غير المعلنة وما يصلني من بعض الأعضاء الفاعلين في المطبخ 'المخضرمين في الصياغات'- كوّن لديّ بعض المعرفة وإن كانت قليلة إلا أنها أعطتني انطباعات رأيت أن أضعها أمام القارئ العربي شهادة للتاريخ، وليعلم المواطن العربي ولو الشيء البسيط عن كيفية الحوار الذي يدور بين القادة في الجلسات المغلقة.
وأذكر على سبيل المثال هذا الحوار كمثل أورده للتدليل على ما وصلت إليه أحوال اجتماعاتنا على مستوى القمة:
في إحدى الجلسات كان المتحدث الأمين العام للجامعة العربية شارحا الوضع المالي وما تعانيه الجامعة من صعوبات، حيث أكد أن الظروف بهذه الطريقة لا تساعده على الاستمرار في أداء واجبه وأنهم- أي القادة- إذا لم يقفوا معه ويدعموه فإنه سيكون غير قادر على الاستمرار في أداء واجبه ويفضل التنحي عن موقعه ولعلهم يجدون من هو أفضل منه ويستطيع الاستمرار مع هذه الظروف.
وهنا قاطعه أحد الزعماء قائلا : يا عمرو أنت تقصد ان 'فلان' لم يدفع لك.. أنا سأقنعه بالدفع.. وهنا يقاطع فلان قائلا: يا '......' لما تدفع اللي عليك لي سأدفع لعمرو..
ويتدخل ثالث في النقاش: 'إحنا مانستغناش عنك ياعمرو وإن شاء الله يكون خير'.
تصوروا معي أن يتم النقاش هكذا وبنفس الطريقة والأسلوب حتى في أهم القضايا السياسية المصيرية، أما القضايا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها التي تهم المواطن العربي فلا تحظى بأي نقاش من القادة، بل تترك لما يتفق عليه الخبراء ويباركه الوزراء ويعتمده بعد ذلك الزعماء دون نقاش أو اطلاع لسببين:
الأول: أن وقت القادة لا يسمح لهم بنقاش مثل هذه الموضوعات.
والسبب الثاني: أنهم لا يفقهون شيئًا في فنيات السياسات العامة لقضايا التعليم والصحة والاقتصاد والاجتماع.
وقد شهدت القمم العربية العديد من القرارات الشائكة والمهمة للمواطن العربي، مثل قمة 'اللا آت الثلاثة' بالخرطوم وقمة 'القدس' بالرباط، ففي هاتين القمتين صدرت قرارات مصيرية أين هي الآن من واقعنا المرير.
ودعني أظهر لك حقيقة اجتماعات الوفود العربية على كافة المستويات، والتي يتحقق منها الآتي:
أولا: يقولون لبعضهم البعض في الاجتماعات كلاما يختلف تمامًا عما تقوله وسائل الإعلام.
ثانيا: يقولون لشعوبهم كلاما يختلف عما يقولونه في الاجتماعات المغلقة، ويختلف تماما لما يقولونه للإدارة الأمريكية ، وكلامهم للاتحاد الأوروبي يختلف عما يقولونه للاثنين.
ثالثا: يصدرون بيانات وقرارات تنتهي بالتصفيق والحفظ الالكتروني، وهو الآن محفوظ في أدراج أرشيف الأمانة العامة للجامعة العربية، وقد يتم الاطلاع عليها في السنة التالية للاستعانة بها في صياغة البيانات الجديدة لأن معظم القضايا مكررة ومعظم البيانات هي نفسها البيانات السابقة، مع بعض التقديم والتأخير وتلميع الصياغات وتغيير التواريخ.
رابعًا: إصدار البيانات الإعلامية لطمأنة الشارع العربي على الرغم من أنه فقد الثقة في هذه الاجتماعات ونتاجها.
وأتساءل أخيرًا عن قمة ليبيا التي تعقد لأول مرة في بلادنا: هل ستعبر عن آمال وطموحات ورغبات العرب رجالا ونساء وأطفالا وأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة، علاوة على ما يتناوله محترفو السياسة والكتاب المعبرون عن كافة مشاكل المجتمع العربي الحياتية.
سؤال آخر: هل تستطيع القمة أن تقرر آلية حقيقية فاعلة لمواجهة مشاكل الشباب في التشغيل ووضع برامج لاستثمارات عربية عربية من أجل خلق فرص عمل للشباب العربي حتى يستطيع أن يسهم في بناء هذه الأمة؟
وهل تستطيع القمة أن تضع حرية وكرامة الإنسان العربي في كل قطر فوق كل الاعتبارات وتمنحه حرية التنقل بين الأقطار الشقيقة للعمل والكسب مع حقها في وضع الضوابط الأمنية الحديثة وفق أحدث الوسائل الإلكترونية؟
وهل تستطيع القمة أن تلزم واضعي المناهج التعليمية والتربوية بتوحيدها في كل الأقطار العربية لنجد بعد سنوات جيل يحمل ثقافة تعليمية واحدة؟
وهل تستطيع القمة أن تصدر مؤسسة عربية للترجمة والبحث العلمي يتم من خلالها القيام سنويًا بترجمة المراجع العلمية من لغتها الأم للغة العربية للإسهام في إثراء المكتبة العربية بأحدث المراجع العلمية كما فعلوا هم في القرون الوسطى عندما ترجموا أمهات العلوم من العربية إلى لغاتهم؟
وهل تستطيع القمة أن تحقق تكاملا في الخدمات الصحية والتأمينية وغيرها للمواطنين العرب في الوطن العربي؟
وهل تستطيع القمة أن تحقق العديد من طلبات الأفراد والأسر العربية في قضايا الاقتصاد والمجتمع وللقادة أن يقرروا ما يشاءون في أمور السياسة، بعد أن وصلنا إلى قناعة تامة بأنهم جميعًا سعيهم وهدفهم هو استمرارهم في الحكم!
بالتأكيد أيها السادة لن تستطيع القمة أن تحقق ذلك وسنستمع في ليبيا إلى خطابات 'رنانة' ومواعظ وبيانات تليق وتنسجم مع توجهات السادة المجتمعين بصيغ توافقية لخلافاتهم، وستبرز حتما شكلا من أشكال المجاملة للدولة المضيفة كالعادة.
وأخيرًا: كل قمة 'هابطة' وأنتم جميعًا شعوباً وحكامًا بخير.
هما بمغادرة المكتب ولكن صوت المدير وهو يقول : (لحظة ) ، جدد الأمل في عيون (مها) ، أردف المدير قائلا : أن أنثى الأسد (اللبوة) ماتت وأن الحديقة لن تأتي بأخرى الا بعد شهور بسبب الإجراءات الروتينية ، والشهادات الصحية وغيرها، وعرض عليها أن ترتدي جلد زوجة الأسد وتجلس في القفص مكانها يوميا من الساعة الـ 9صباحا حتى الساعة الـ 2 ظهرا لقاء مرتب جيد وطمأنها أن الأسد في قفص ملاصق لها ، ولكن لا خوف فبينهما باب مغلق باحكام .
وبسبب ضغط الحاجة للعمل ، وفي ظل ظروفها التي كادت تخنق آمالها العريضة التي طالما راودتها وافقت الفتاة على العرض !انقضى شهر كامل وهي تتلفح رداء زوجة الأسد لتجلس 5 ساعات تتلقفها عيون زوار الحديقة حتى أتى اليوم المشؤوم ، لقد نسي الحارس الباب الذي يفصل قفصها عن قفص الأسد مفتوحا .
تسمرت في أرضها وهي تجد الأسد عند قدميها ، لم تنطق ببنت شفة فقد ألجمت الصدمة لسانها ، وما هي الا لحظات حتى بدأ الأسد يتحرش بها فصرخت بأعلى صوتها : أنها (مها أحمد عبد الله) خريجة الهندسة عام 2005 ،وهنا كانت المفاجأة أن الأسد رد عليها بأنه (مراد صبحي ) خريج كلية التجارة 2002 .
ابتسامة بطعم مرارة العلقم هو حال خريجي الجامعات العربية !!!
فألبسوه لباسه ودخلوا به إلى المدينة، فطلبوا عمر فلم يجدوه في بيته، فسألوا عنه فقيل: جلس في المسجد لوفد من الكوفة. وسيدنا عمر بن الخطاب هو رئيس الدولة التي أسقطت عروش أعظم دولتين في الأرض: الفرس والروم، وما زالت هذه الدولة في بداية نشأتها، فرآهم بعض الصبية وهم يلعبون في طرقات المدينة؛ فقالوا لهم: ما تلددكم؟ تريدون أمير المؤمنين؟ والله إنه لنائم في المسجد. فذهب الوفد إلى المسجد ومعهم الهرمزان، وتجمع الناس في المسجد لما رأوا الهرمزان في هذه الهيئة؛ ليحضروا هذا اللقاء التاريخي بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وبين الهرمزان أحد قواد الفرس، وعندما دخل الوفد المسجد بحثوا عن سيدنا عمر بن الخطاب في المسجد يمينًا ويسارًا فوجدوه متوسدًا بُرْنسًا له كان قد لبسه للوفد، فلما انصرفوا عنه توسّد البرنس ونام، وليس في المسجد نائم ولا يقظان غيره، والدِّرَّة في يده معلقة، فكان نائمًا بدون حرّاس أو حجّاب.
دخل الهرمزان المسجد، وتأهب لمقابلة رئيس الدولة التي أسقطت عروش كسرى وقيصر، والذي أرسل جيوشًا مخرت "فارس" من الجنوب إلى الشمال، ومن الغرب إلى الشرق، رئيس الدولة التي زلزلت "الروم" و"فارس"، كان منتظرًا لمقابلة رئيس الدولة الذي تطيعه كل هذه الجيوش فتتحرك بكلمة منه في بلاد الروم وفارس، كان منتظرًا لأن يقابل الرجل الذي يضع خططًا وهو في المدينة لا يستطيع أمراء وقادة فارس وضعها وهم في أرض المعركة وفي بلادهم، وكان سيدنا عمر بن الخطاب يضع الخطط من المدينة لتحركات الجيوش داخل مدن فارس، وكأنه يعيش في أرض فارس وما دخل فارس من قبل، كل ما في الأمر أن فارس كانت توصف له كأنه يراها رؤيا العين وعلى إثر ذلك يضع الخطة، وتعجز القيادة الفارسية في ذلك الوقت -وهم أهل البلد وأعرف بها من غيرهم- أن يضعوا خطة تجابه الخطة التي وضعها سيدنا عمر بن الخطاب في المدينة؛ فقد كان متشوقًا لرؤية هذا الرجل ذي العبقرية العظيمة الجبارة وصاحب التفكير العملاق، فقال الهرمزان: أين عمر؟ فقالوا: هو ذا. فوجده في وضع غريب جدًّا، وجده نائمًا في ركن من أركان المسجد، لباسه متواضع، ليس له حرّاس أو حُجَّاب، ومن المؤكد أن تحضر صورة يزدجرد ملك الدولة الفارسية في ذهن الهرمزان، فقد كان الداخل على يزدجرد يقف على مسافة منه، وكان أقرب من يقف مع يزدجر يقف على بعد خمسة أمتار وكانوا كبار الأساورة والأمراء، وعلى بعد عشرة أمتار يقف كبار قواد الجيش والعلماء، ثم على بعد خمسة عشر مترًا يقف المهرجون والمطربون وأصحاب اللهو، وإذا أراد أحد مقابلته فليس له أن يتجاوز هذه المسافة، وكان الداخل على يزدجرد يرتمي على الأرض، ولا يتكلم حتى يأذن له كسرى بالكلام، وإذا تكلم أحد مع يزدجرد لا يذكر اسم يزدجرد أبدًا تعظيمًا لهذا الاسم، وإذا دخل رجل على يزدجرد وضع على فمه غلالة من القماش الأبيض حتى لا تُلوِّثَ أنفاسُه الحضرة الملكية ليزدجرد، ولك أن تنظر إلى العظمة التي كان يعيش فيها كسرى فارس وأمير الأهواز الهرمزان وغيره من أمراء الدولة الفارسية، وكيف يستطيع هذا الرجل المتواضع الذي ينام في ركن من أركان المسجد أن يسقط كل هذه العروش، ويهز هذه الأبنية التي ملأها الكبر والعظمة، فيتعجب الهرمزان متسائلاً عن عمر بن الخطاب، فقالوا: ها هو نائم.
وجعل الناس يخفضون أصواتهم لئلا ينبهوه، وجعل الهرمزان يقول: وأين حجّابه؟ أين حَرَسه؟ فقالوا: ليس له حجاب ولا حرس، ولا كاتب ولا ديوان. ينام في المسجد في منتهى الأمن، وقد قال له رسول قيصر: حكمت فعدلت فأمنت، فنمت يا عمر.
فقال الهرمزان: ليس له حاجب ولا حارس! ينبغي أن يكون نبيًّا.
فقالوا: لا ليس بنبي، بل يعمل عمل الأنبياء.
فالرسل هم القدوة التي يقتدي بها الخلق، وقد وصل سيدنا عمر بن الخطاب إلى أن يعمل بعمل الأنبياء، وهذه ليست أول مرة تُقال فيها هذه الكلمة في حق سيدنا عمر بن الخطاب، فقد قالها أشرف الخلق محمد ؛ ففي مسند الإمام أحمد عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يقُولُ: "لَوْ كَانَ مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ".
وكثيرًا ما نزل القرآن موافقًا لسيدنا عمر بن الخطاب، هذا هو الرجل الذي يخاف منه الشيطان لا لقوة في جسده بل لقوة إيمانه وتقواه.
هذا الرجل العظيم شديد المنعة الذي يهتز كسرى على كرسيه فَرَقًا عند سماع اسمه، والذي تخشاه ملوك الروم يسمع آية من كتاب الله {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 7]، فيسقط مغشيًّا عليه خوفًا من هذه الآية من خشيته لله ، ويَعُوده أصحابه في منزله أيامًا.
فتعجب الهرمزان؛ رجل على مثل هذا وليس بنبيٍّ.
وكثر الناس فاستيقظ عمر بالجلبة فاستوى جالسًا (ومن هذه اللحظة يبدأ اللقاء التاريخي المهم في أطهر بقعة من بقاع الأرض في بيت من بيوت الله ، وفي مسجد الرسول على ما كان عليه من البساطة، فيتم اللقاء في هذا المكان بين سيدنا عمر بن الخطاب أمير الدولة الإسلامية الناشئة التي أسقطت عروش فارس والروم وبين الهرمزان أمير الأهواز وأحد أمراء الدولة الفارسية) .
نظر عمر إلى الهرمزان، فقال: الهرمزان؟
قالوا: نعم.
فتأمله وتأمل ما عليه، ثم قال: أعوذ بالله من النار وأستعين بالله.
ثم قال: الحمد لله الذي أذل بالإسلام هذا وأشياعه، يا معشر المسلمين تمسكوا بهذا الدين، واهتدوا بهدي نبيكم، ولا تبطرنكم الدنيا فإنها غدارة.
فقال له الوفد: هذا ملك الأهواز فكَلِّمْهُ.
فقال: لا، حتى لا يبقى عليه من حليته شيء.
ففعلوا ذلك وألبسوه ثوبًا صفيقًا، فقال عمر: يا هرمزان، كيف رأيت وبال الغدر وعاقبة أمر الله؟
فقال: يا عمر، إنا وإياكم في الجاهلية كان الله قد خلَّى بيننا وبينكم فغلبناكم، إذ لم يكن الله معنا ولا معكم، فلما كان الله معكم غلبتمونا. ولك أن تتأمل في كلام الهرمزان وبُعد نظره، فهو يشعر بل يؤكد أن الله ينصر هذا الجيش.
فقال عمر: إنما غلبتمونا في الجاهلية باجتماعكم وتفرقنا.
ثم قال: ما عذرك وما حجتك في انتقاضك مرة بعد مرة؟ فقال: أخاف أن تقتلني قبل أن أخبرك.
قال: لا تخف ذلك ، أعْرضُ عليك الإسلام نُصحاً لك في عاجلك وآجلك.
فقال: ''إنّما أعتقد ما أنا عليه، ولا أرغب في الإسلام رهبةً''.
فدعا عمر بالسّيف، فلمّا همّ بقتله، قال: ''يا أمير المؤمنين، شربةٌ من ماء هي أفضل من قتلي على الظمأ''. فأمر له بشربةٍ من ماء. فلمّا أخذها الهرمزان، قال: ''يا أمير المؤمنين، أنا آمن حتى أشربها؟''.
قال: ''نعم''. فرمى بها. وقال: ''الوفاء، يا أمير المؤمنين، نورٌ أبلج''.
قال: ''صدقت، لك التوقّف عنك والنّظر فيك. ارفعوا عنه السّيف''. فقال: ''يا أمير المؤمنين، الآن أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله، وما جاء به حقّ من عنده''. فقال عمر: ''أسلمت خير إسلام، فما أخّرك؟''.
قال: ''كرهتُ أن يُظنّ بي أنّي إنّما أسلمتُ خوفاً من السّيف''.
فقال عمر: ''ألا إن لأهل فارس عقولاً استحقّوا بها ما كانوا فيه من المُلك''. ثم أمر ببرّه وإكرامه''.
لما قتل عمر رضي الله عنه أخبرهم عبد الرحمن بن أبي بكر بأنه رأى الهرمزان وجفينة (من نصارى المدينة ) وأبا لؤلؤة يتناجون فنفروا منه فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه فلما رأو الخنجر الذي قتل فيه عمر رضي الله عنه على نفس الوصف الذي ذكر عبد الرحمن، خرج عبيد الله بن عمرمشتملاً على السيف حتى أتى الهرمزان وطلب منه أن يصحبه حتى يريه فرساً له، وكان الهرمزان بصيراً بالخيل فخرج يمشي معه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حر السيف صاح لا إله إلا الله ، ثم أتى جفينة وكان نصرانياً فقتله ثم أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة فقتلها، فقبض عليه وسجن إلى أن تولى عثمان بن عفان الخلافة فاستشار الصحابة في أمره فأفتى بعضهم بقتله، وأفتى بعضهم الآخر بالدية، فأدى عثمان الدية من ماله وأطلقه ولما تولى علي الخلافة.. وكان يرى أن يقتل بالهرمزان خرج عبيد الله إلى الشام وانضم إلى معاوية بن أبي سفيان، حارب وقتل في معركة صفين وكان في صف معاوية ، فحقت كلمة الله ، بعد أن قتل عبيد الله بن عمر الهرمزان على المظنة والشبهة دون اقامة الدليل ، ومات الهرمزان وعلمه عند ربه هل أسلم صادقا ، أم شاب اسلامه شائبة ؟
اليكم طريقة استخدام البرنامج :
1- اختر الدولة التي يقع فيها نطاق الجوال المرغوب معرفة موقعه .
2- اكتب رقم الجوال في الخانة المخصصة لذلك دون استخدام المفتاح الدولي مبتدئا بالصفر .
3- تابع خريطة الموقع تفصيليا .
ما عليك سوى الضغط على الرابط التالي وتسجيل رقم الجوال المراد معرفة موقعه في الخانة المخصصة لذلك :
قال لي : من أي نوع ؟ لم أكن أعرف أن هناك أطيافا متعددة للمثلية فمثلي جاهل بتلك التقسيمات ، أردف قائلا : يعني أنت توب أو بوتوم أم بوث ؟ عندها أسعفتني لغتي الانجليزية فاستطعت أن أقرأ مابين السطور ، وأوازن بين المصطلحات الثلاث فالتوب هو الموجب ، البوتوم هو السالب ، أما البوث فهو موجب وسالب في آن ، عندها تغلبت رجولتي الكاملة على فضولي فأجبت : لا أنا توب ، منتهى الانحطاط الانساني شعرت به وأنا أجيب وشتان ما بين القمة (TOP) والانحطاط ، فأخبرني الطرف الآخر مزهوا أنه (بوث) وتأسف مني فأنا لست طلبه فهو يبحث عن (بوث) يوافق هواه !!
**** تحليل التدخين للأغنياء وتحريمه على الفقراء .
**** تحليل الفوائد الربوية للبنوك على المستفيدين من شهادات الاستثمار وصناديق التوفير .
**** أفتى بعدم جواز اطلاق لفظ شهيد على من يفجر نفسه في الاسرائيليين المدنيين .
****وافق على قرار وزير التعليم بمنع دخول المحجبات المدارس إلا بعد موافقة ولي الأمر .
**** وآخر فتاواه - غفر الله له - فتواه بشرعية بناء جدار فولاذي لاحكام الحصار على شعب غزة دون تحفظ .
وغيرها الكثير عذرا فقد خالفت منهج رسول الله الذي قال : (اذكروا محاسن موتاكم ) ، عذرا سيدي رسول الله فالرجل لم يترك منقبة ولا موقفا يحسب له !!
نسأل الله أن يستبدله بمن هو خير منه على سدة أعرق مؤسسة اسلامية ، وأن يغفر له ويتجاوز عنه ، ويرزق هذه المؤسسة العريقة شيخا يعرف أن كلماته التي يطلقها سيسأل عنها يوم يلاقي ربه ، وأن يضع بين عينيه ويوقر في قلبه حديث رسولنا الأعظم : (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) أوكما قال ، للأمانة العلمية فهذا الحديث ضعفه الألباني لفظا ، وأقره معنى ..
وأخيرا فقد أفضى الى رب رحيم بما قدم ، نسأل الله له الرحمة والعافية وهو الآن بين يديه ، وأن يشمله الله بعظيم غفرانه انه ولي ذلك والقادر عليه .
وفي كل مراحل حياتي واسفاري وجولاتي ما سمعت أوربيا يقول السلام عليكم ولا مرحبا ولا عم مساء ، الا رؤساؤهم يتندرون بنا اذا حلــوا ضيوفا على المآقي ، فيقولون ( مارخـــابـــا ) او ( سالامووو آلايكوم ) .......
وبعض المتفرنجين منا يستخدمون عبارات من رطانات القوم في التهاني ، مضحكة يمطمطونـهــــا ، ونسوا شفافية لغتنا وكنوزها الرائعة ، يستبـدلون الأدنـى بخيـر كلامِنـا ، وكـأنّ زامـرَ حيِّنـا لايُطـرِبُ !!ومبارك لم تعد تنفع فأحللنا عنها هابي بيرثداي ، وهابي نيويير ، وجوووود لوك ، وســــيييفتي وأوووووووه و........الخ !
أليس ذلك هزيـمـةً نفسـيـةً وحضارية وردَّة أخلاقية ، ألا يكفينا أننا نسينا تاريخنا العربي وتفرنجنا الى أخمص القدمين ؟!
هل حاول واحد منا ان يعوِّد أولاده على العربية وهجر الكلمات الهجينة ؟؟!اليس هذا واجب انساني وحضاري وأخلاقي ، بل وديني من صلب عقيدتنا ؟
عجبت لك يا أخي يا د. محمد فتحي الحريري ، وهل تريد أن يُقال عنا ( موضة قديمة ) حين نقول السلام عليكم ، أو مع السلامة ؟
ألا ترى أنّ ( أورفوار ) أرق، و ( أكثر حنيّة )، و ( أجلبُ للاستحسان، وبخاصة الأنثوي )؟!
أم هل تريد أن يقال عنا ( سافيجز ) يعني همج، فنبقى على حالنا، لنقول ( عيد مبارك ) بينما (هابي بيرث دي ) بنت القرن الحادي والعشرين؟
أين تريدنا أن نضع وجوهنا يا رجل إن قابلنا حسناء فقلنا لها: ( أُسعدتِ صباحًا ) فتبرم ( بوزها ) عنا، بعد أن تعودت الـ ( بونجور )؟!أتذكر كيف ضجّت قاعة مجلس الشعب المصري بالتصفيق، وأهله وقوفًا، لمجرد أن قال أوباما ( السلام أليكم )؟!
فكيف لا تريدنا نيل الاستحسان من أبناء عمومتنا، فنرفض قول ( هاي ) أو ( ييس - ملحنّةً )، أو ( ويك إند ) إلى غير ذلك من الشهادات الحضارية التي غنمتها أجيالنا زمن الغزوات الحديث لأوروبا وأمريكا؟!
عجبت لك يا حريري ( مع حفظ اللقب ) وأنت تريد العودة بنا إلى القرون الوسطى، فنقول نعم، أو ( ماشي الحال ) بدلا من ( أوكيييه ) التي تخرج من أفواهنا ( المعووجة ) متماوجة مع لكنتنا ( الشكسبيرية )، والتي والله إننا لمعروفون ونحن ننطقها أننا عرب، حتى لو كنا في جزر الموريشوس.
دعنا يا رجل نتنفس قليلاً، فنعبّر عن عصريتنا بــ ( وي ) و ( يس ) فهما أقل كلفة من ( نعم )، وأكثر فائدة، ولا تنس هزّ الرأس والأكتاف المصاحبة بغية التعبير الجسدي، لنبلغ الهدف الأقصى في المعنى!
سلام عليك يا رجل ، وأنت تضرب على الوتر الأكثر حساسية ، والذي لا يعي الكثيرون أهميته، وخطره.
سلام عليك أيها الحريري، وأنت تبحر بنا في عقمنا، وسفاهة ثقافتنا، وسطحية تثقيفنا في الخطاب..شكرًا لك محمد الحريري... ( ثانكس دوك )!!!
خير جليس || |